يصرخونَ عند المغيب
ينظرونَ التاريخَ حكاية
ويلعنون ما كان وما سيكون
.
.
الحياةُ يا صديقي
ملكٌ مخلوع
والزمنُ تاجٌ من شوك
صولجانُ حُكمه مِسمار
أتباعه
يصرخون عند المغيب
يصرخون كلّ حين:
"برباسُ..برباس!"
.
.
كم من "برابسٍ" أطلقنا
وكم من "يهوذا" صادَقنا
وكم من مسيحٍ ومسيحٍ صلبنا؟!
ثم يأتي وقت المغيب
لنركع مع صوت الآذانِ
مع أول تكبير:
"الله أكبر الله أكبر"
نقولها ونتكبّر
نقولها ونتجبّر..
نعبُد هذا ونكفُر بذاك
نموت ألفَ ميتةٍ قبل الممات
وصليبُ الأمسِ لا زال في حضور
يحملُ جسدَ رجلٍ..ماتَ قبل أن يموت
.
.
"باطلُ الأباطيل الكلُّ باطِل"
ذاك العجوز في أرضِ مِصرَ
ذاك الحكيم في أرضِ يعقوب
وذاك الأمين في أرضِ الرمال..
لجميعهم كانت أحلامٌ..
لجميعهم كانت أحلام!
قَتلنا الأول
صلبنا الثاني
وأما الثالثُ فنسيناه
جميعهم ملوكٌ أخمدوا ثورةً
وقابلوا ثورات..
لنأتي نحنُ ونقول بكلّ افتخار:
"زمنُ المعجزات يحتضر..
زمنُ الله ماتَ ماتَ ماتْ!"
لو أنّ بعلاً قام من قبرهِ
لعبدناه..
لو أنّ الفُلكَ جاءََ
قبلَ الطوفانِ لهدمناه..
لو أنّ الربّ عادَ من مجدهِ لصلبناه!
لقتلنا هذا وطردنا ذاك..
لنُقبلَ آخر المساءٍ
نعبُدُ خُرافتنا الحمقاء
ونقول:
"كانت أيام.."
__________________